ودخلنا في سباق غير متكافئ مع الزمن الذي يقود مركبته الفضائية بأقصى
سرعة. وصرنا نستمهله: أيها الزمن انتظرنا! فلنا موعد بعد شهر، فلا
تسرع.. لا وقت كافياً لنا لانتقاء الكلمات اللائقة بالمرأة الناضجة
ولحجز مقعدين في الأوبرا، والتأكد من أنّ أحداً لن يقتل نيابةً عنا،
من فرط الشبه بين المارة على الليل، ولا وقت كافياً لنا لمراجعة
ضرورية لأسماء العاطفة في موسوعة المترادفات. ونقول للزمن أيضاً: لا
تلتهمنا قبل أن نعبر النهر وننظر من الضفة الثانية إلى المقاعد
الخشبية التي تركناها خلفنا، على الضفة الأولى، نظي ...
ودخلنا في سباق غير متكافئ مع الزمن الذي يقود مركبته الفضائية بأقصى سرعة. وصرنا نستمهله: أيها الزمن انتظرنا! فلنا موعد بعد شهر، فلا تسرع.. لا وقت كافياً لنا لانتقاء الكلمات اللائقة بالمرأة الناضجة ولحجز مقعدين في الأوبرا، والتأكد من أنّ أحداً لن يقتل نيابةً عنا، من فرط الشبه بين المارة على الليل، ولا وقت كافياً لنا لمراجعة ضرورية لأسماء العاطفة في موسوعة المترادفات. ونقول للزمن أيضاً: لا تلتهمنا قبل أن نعبر النهر وننظر من الضفة الثانية إلى المقاعد الخشبية التي تركناها خلفنا، على الضفة الأولى، نظيفة لاستقبال عشاق آخرين سينظرون إلينا ونحن ننظر إليهم قائلين: كانوا مثلنا، فهل نصير مثلهم.
أظهر الكل ..
و أنتَ الذي لا تعرف الحب إلاّ عندما تحبّ، لا تسأل ما هو ولا تبحث
عنه. لكن امرأة سألتك إن كنت تحب الحب لذاته، فتمَلّصت و تخلصت من
حيرة الجواب، و قلت: أُحِبُّكِ أنتِ. فألحّتْ: ألا تُحِبُّ الحُب،
فقُلت: أحبكِ أنتِ لذاتك، فانصرفتْ عنكَ لأنك لا تُؤتمَنُ غيابها.
ليسَ الحُبُّ فكرة. إنه عاطفةٌ تسخن و تبرد و تأتي و تذهب. عاطفة
تتجسَّد في شكل و قوام، و لهُ خمسُ حواسّ و أكثر. يطلع علينا أحيانًا
في شكل ملاكٍ ذي أجنحة خفيفة قادرة على اقتلاعنا من الأرض. و يجتاحُنا
أحيانًا في شكل ثور يطرحنا أرضًا و ينصرف. و يه ...
و أنتَ الذي لا تعرف الحب إلاّ عندما تحبّ، لا تسأل ما هو ولا تبحث عنه. لكن امرأة سألتك إن كنت تحب الحب لذاته، فتمَلّصت و تخلصت من حيرة الجواب، و قلت: أُحِبُّكِ أنتِ. فألحّتْ: ألا تُحِبُّ الحُب، فقُلت: أحبكِ أنتِ لذاتك، فانصرفتْ عنكَ لأنك لا تُؤتمَنُ غيابها. ليسَ الحُبُّ فكرة. إنه عاطفةٌ تسخن و تبرد و تأتي و تذهب. عاطفة تتجسَّد في شكل و قوام، و لهُ خمسُ حواسّ و أكثر. يطلع علينا أحيانًا في شكل ملاكٍ ذي أجنحة خفيفة قادرة على اقتلاعنا من الأرض. و يجتاحُنا أحيانًا في شكل ثور يطرحنا أرضًا و ينصرف. و يهبُّ أحيانًا أخرى في شكل عاصفةٍ نتعرَّف إليها من آثارها المُدمرة. و ينزل علينا أحيانًا في شكل ندى ليليّ حين تحلب يدٌ سحريَّةٌ غيمةً شاردة.
أظهر الكل ..
الحنين ندبة في القلب ، و بصمة بلد على جسد . لكن لا أحد يحن إلى جرحه ، لا أحد يحن إلى وجع أو كابوس، بل يحن إلى ماقبله, إلى زمان لا ألم فيه سوى ألم الملذات الأولى التي تذوّب الوقت كقطعة سكر في فنجان شاي
"في حضرة الغياب" .. في حضرة درويش لا شيء يعلو على كلمة درويش و
إيقاعاته الشعرية الموسيقية الساحرة .. "يقولون: لا تبتعد وهم
يدفونني.. وأين مكان البعد إلاّ مكانيا؟" يعود الشاعر إلى طفولته الى
طفولته المبكرة .. سيعود الى ستين عاماً خلت ليقص عن طفولته الشقية،
وليستحضر الغياب .. سيكون درويش الآن في حضرة درويش الطفل ابن الخامسة
أو السادسة، وفي حضرة أهله في ذلك الزمن ثم يعرج إلى الكثير من محطات
حياته و تأملاته العميقة عن الكثير من جوانبها .. النص ليس مجموعة
شعرية ولا عملا نثريا عاديا، بل هو عمل يأخذ ال ...
"في حضرة الغياب" .. في حضرة درويش لا شيء يعلو على كلمة درويش و إيقاعاته الشعرية الموسيقية الساحرة .. "يقولون: لا تبتعد وهم يدفونني.. وأين مكان البعد إلاّ مكانيا؟" يعود الشاعر إلى طفولته الى طفولته المبكرة .. سيعود الى ستين عاماً خلت ليقص عن طفولته الشقية، وليستحضر الغياب .. سيكون درويش الآن في حضرة درويش الطفل ابن الخامسة أو السادسة، وفي حضرة أهله في ذلك الزمن ثم يعرج إلى الكثير من محطات حياته و تأملاته العميقة عن الكثير من جوانبها .. النص ليس مجموعة شعرية ولا عملا نثريا عاديا، بل هو عمل يأخذ القارئ مباشرة إلى فضاء درويشي تلتقي فيه الأضداد وتفترق، أضداد الحضور والغياب، والشعر والنثر، والوطن والمنفى..
أظهر الكل ..
وسألتك: لم تعرفْ، إذاً، كيف تحب؟
فأدهشني قولكَ: ما الحبُّ؟
كأنني لم أحب إلا عندما كان يخيل لي أنني أحب.. كأن تخطفني من نافذة
قطار تلويحةُ يد، ربما لم تكن مرسلة إليّ، فأولتها وقبّلتُها عن بعد..
وكأن أرى على مدخل دار السينما فتاةً تنتظر أحداً، فأتخيل أني ذاك
الأحد، وأختار مقعدي إلى جوارها، وأراني وأراها على الشاشة في مشهد
عاطفيّ، لا يعنيني أن أفرح أو أحزن من نهاية الفيلم. فأنا أبحث في ما
بعد النهاية عنها. ولا أجدها إلى جواري منذ أنزلت الستارة.
وسألتك: هل كنت تمثِّل يا صاحبي؟
قلت ...
وسألتك: لم تعرفْ، إذاً، كيف تحب؟ فأدهشني قولكَ: ما الحبُّ؟ كأنني لم أحب إلا عندما كان يخيل لي أنني أحب.. كأن تخطفني من نافذة قطار تلويحةُ يد، ربما لم تكن مرسلة إليّ، فأولتها وقبّلتُها عن بعد.. وكأن أرى على مدخل دار السينما فتاةً تنتظر أحداً، فأتخيل أني ذاك الأحد، وأختار مقعدي إلى جوارها، وأراني وأراها على الشاشة في مشهد عاطفيّ، لا يعنيني أن أفرح أو أحزن من نهاية الفيلم. فأنا أبحث في ما بعد النهاية عنها. ولا أجدها إلى جواري منذ أنزلت الستارة. وسألتك: هل كنت تمثِّل يا صاحبي؟ قلتَ لي: كنتُ أخترعُ الحب عند الضرورة/ حين أسير وحيداً على ضفة النهر/ أو كلما ارتفعت نسبة الملح في جسدي كنت أخترع النهر..
أظهر الكل ..
النائم لا يكبر في النوم، ولا يخاف ولا يسمع أنباء تعصر العلقم في
القلب.. لكنك تسأل نفسك قبل النوم: ماذا فعلتُ اليوم؟ وتنوس بين ألم
النقد ونقد #الألم..
وتدريجياً تصفو وتغفو في حضنك الذي يلمّك من أقاصي الأرض، ويضمك كأنك
أمُّك.. #النوم
بهجة النسيان العليا.. وإذا حلمت، فلأنَّ الذاكرة تذكرتْ ما نسيتْ من
الغامض ..
النائم لا يكبر في النوم، ولا يخاف ولا يسمع أنباء تعصر العلقم في القلب.. لكنك تسأل نفسك قبل النوم: ماذا فعلتُ اليوم؟ وتنوس بين ألم النقد ونقد #الألم.. وتدريجياً تصفو وتغفو في حضنك الذي يلمّك من أقاصي الأرض، ويضمك كأنك أمُّك.. #النوم بهجة النسيان العليا.. وإذا حلمت، فلأنَّ الذاكرة تذكرتْ ما نسيتْ من الغامض ..
أظهر الكل ..
وتسأل: ما معنى كلمة وطن؟ سيقولون: هو البيت،وشجرة التوت، وقن الدجاج، وقفير النحل، ورائحة الخبز و السماء الأولى. وتسأل: هل تتسع كلمة واحدةمن ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات، وتضيق بنا؟
"في حضرة الغياب" .. في حضرة درويش لا شيء يعلو على كلمة درويش و إيقاعاته الشعرية الموسيقية الساحرة .. "يقولون: لا تبعد وهم يدفونني وأين مكان البعد إلاّ مكانيا؟" يعود الشاعر إلى طفولته الى طفولته المبكرة .. سيعود ..
"في حضرة الغياب" .. في حضرة درويش لا شيء يعلو على كلمة درويش و إيقاعاته الشعرية الموسيقية الساحرة .. "يقولون: لا تبعد وهم يدفونني وأين مكان البعد إلاّ مكانيا؟" يعود الشاعر إلى طفولته الى طفولته المبكرة .. سيعود الى ستين عاماً خلت ليقص عن طفولته الشقية، وليستحضر الغياب .. سيكون درويش الآن في حضرة درويش الطفل ابن الخامسة أو السادسة، وفي حضرة أهله في ذلك الزمن ثم يعرج إلى الكثير من محطات حياته و تأملاته العميقة عن الكثير من جوانبها .. النص ليس مجموعة شعرية ولا عملا نثريا عاديا، بل هو عمل يأخذ القارئ مباشرة إلى فضاء درويشي تلتقي فيه الأضداد وتفترق، أضداد الحضور والغياب، والشعر والنثر، والوطن والمنفى.. أظهر الكل ..