تحميل ..
تحميل ..
--
و لقد حكى بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك حكاية عن تلك القرية في غابر الازمان ... لقد كانت قرية هادئة مسالمة لا تعادي احدا .. كانت تتواجد في شمال القرية مزارع الدجاج التي يقتات منها سكان هذه القرية .. و لقد كانت تحد القرية من الشمال غابات كثيفة لم يكن بها حيوانات ضارية في الماضي لكن مؤخرا حدث القحط في البرية و هاجرت حيوانات ضارية الى الغابة بعد ان جف النبع و مات الزرع في بيئتها ، و حدث ان تسيدت الذئاب الغابة و اصبحت تحكمها و معها الثعالب و الضباع , و أرا ... القرية و الذئاب ، د/عبدالله عمران
--
و لقد حكى بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك حكاية عن تلك القرية في غابر الازمان ... لقد كانت قرية هادئة مسالمة لا تعادي احدا .. كانت تتواجد في شمال القرية مزارع الدجاج التي يقتات منها سكان هذه القرية .. و لقد كانت تحد القرية من الشمال غابات كثيفة لم يكن بها حيوانات ضارية في الماضي لكن مؤخرا حدث القحط في البرية و هاجرت حيوانات ضارية الى الغابة بعد ان جف النبع و مات الزرع في بيئتها ، و حدث ان تسيدت الذئاب الغابة و اصبحت تحكمها و معها الثعالب و الضباع , و أرادت الذئاب أن تقتات من مزارع الدجاج جنوبها و شمال القرية .. فأخذت ترسل الثعالب لتغير على مزارع الدجاج و تأتي لمن في الغابة بالطعام ...... ضج اهل القرية بما يحدث و ارادوا ردع هذه الكائنات الضارية فسالوا حكيما لديهم فأشار عليهم بإستقدام كلاب للحراسة تنتشر على سور مزارع الدجاج شمالا، و أيضا شراء سهام نارية بعيدى المدى تضرب الذئاب و الثعالب و الضباع على مسافة بعيدة في بداية هجومها و قبل وصولها الى مشارف القرية ...... إلا أن أحمقا مطاعا في القرية قال : لا , لا نريد السهام النارية لكن سنكتفي بالكلاب لاننا قد نحرق الغابة اذا هاجمناها بالسهام النارية و بذلك سنغضب كبير الذئاب سيد الغابة فيهجم على القرية و يأكلنا نحن لا الدجاج , اما امر كلاب الحراسة فهو دفاع عن القرية و لا شيئ فيه ... حاول الحكيم إقناعه بالسهام التارية و لكن بلا جدوى ....... و تم الامر و تم نشر الكلاب للحراسة و حاولت الثعالب مهاجمة مزراع الدجاج الا ان الكلاب منعتها و قتلت منها واحدا ... و حاولت الثعالب مرة اخرى و لكن بلا جدوى فالكلاب تمنعها و تحول بينها و بين الدجاج ......... انتشى الاحمق المطاع و سار مختالا بنفسه و قرعت الكؤوس و الانخاب ابتهاجا بحكمته ...... و في الغابة اجتمع كبير الذئاب مع رعيته من الذئاب و الثعالب و الضباع , و قال بغضب : يظنون انهم سيمنعونا لكن هيهات .... و اشار الى رعيته بتدبير هجوم ثلاثي للقضاء على كل من بالقرية ... ستلتف الثعالب حول النهر الذي يحيط بالقرية من الشرق و الجنوب و تهاجم مزارع القرية من الجنوب و لمشاغلة و جذب قطيع الكلاب الى الجنوب ثم ترابض الذئاب في الغرب بعد ان تلتف حول التلال الموجودة غرب القرية لتقتنص الكلاب و هي في طريقها الى الجنوب ثم تهاجم الضباع من الشمال لتستولي على الدجاج و تقتل الكلاب و تحشرها بين فكي كماشة اذا حاولت الارتداد ....... و حدث الهجوم و ساد الهرج و المرج في سائر القرية و قتلت الكلاب كلها و استولت الضباع و الثعالب على كل مزارع الدجاج ثم سارت الذئاب و اكلت كل من بالقرية و لم تترك شيخا و لا طفلا و لم تستثن رجلا او امرأة! أظهر الكل ..
تحميل ..
--
و لقد حكى بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك قصة عجيبة عن بطل مقدام في قرية نائية على أطراف الغابة الشمالية القاحلة في السواد و المخيفة بفحيح وحوشها الصادر من سوادها ليلا و نهارا دون إنقطاع ، ضج أهل القرية بالضبع الشرير الذي دأب على مهاجمة القرية و خطف دجاجها لطعامه ، فطلبوا من البطل المقدام أن يجد حلا لهم ضد هذا الوحش الضاري ، فعقد هذا البطل أمره أن يستل سيفه و يذهب إلى الغابة الموحشة ليقتل هذا الضبع الشرير ، و ذهب البطل إلى الغابة و ظل يبحث عن الضبع الشرير إ ... الذئب الأبيض ، د/عبدالله عمران
--
و لقد حكى بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك قصة عجيبة عن بطل مقدام في قرية نائية على أطراف الغابة الشمالية القاحلة في السواد و المخيفة بفحيح وحوشها الصادر من سوادها ليلا و نهارا دون إنقطاع ، ضج أهل القرية بالضبع الشرير الذي دأب على مهاجمة القرية و خطف دجاجها لطعامه ، فطلبوا من البطل المقدام أن يجد حلا لهم ضد هذا الوحش الضاري ، فعقد هذا البطل أمره أن يستل سيفه و يذهب إلى الغابة الموحشة ليقتل هذا الضبع الشرير ، و ذهب البطل إلى الغابة و ظل يبحث عن الضبع الشرير إلى أن وجده فعلا أمامه و خاف الضبع عندما رآه و هرب من أمامه عميقا داخل الغابة ثم فجأة إذ بضبع آخر يهجمم على البطل من الخلف ,, لقد كان كمينا محكما له ،، فعقر الضبع البطل في ساقه و أطبق أنيابه الحادة جدا عليها و ظل البطل يتألم بشدة و أتى الضبع الأول محاولا غرز أنيابه في رقبة البطل لقتله إلا أن البطل استجمع قوته و عاجله بضربة سيف قطعت رأسه على الفور و لم يتوان البطل فغرز سيفه في عين الضبع الثاني فخرجت من عنقه و عندها مات على الفور و ترك ساق البطل التي أنفجرت الدماء منها .. وجد البطل جزع شجرة ليتكأ عليه حتى يقوى على السير إلا أن ساقه أعجزته عن السير فقد صارت شبه معلقة به فاستجمع قوته مرة أخرى و قطعها بسيفه و ربطها بجزء من ردائه ليوقف تدفق الدماء حتى يعود إلى القرية مستندا إلى جزع الشجرة .. و في الطريق وجد ذئبا أبيضا جميل المظهر رابضا فوق فرع شجرة قريب من الأرض ناظرا إليه بترقب لكن الذئب لم يحرك ساكنا و لم يقترب من البطل و ظل يرمقه بنظراته فلم يكن جائعا وقتها و كانت ساقه مكسورة إثر عراك و لا يستطيع الوثوب من الأساس ,, مر البطل ظانا أن هذا الذئب مستأنس و غير مؤذي بل هداه تفكيره لما هو أبعد من ذلك لقد فكر في استئناسه فعاد مرة أخرى و أحضر ساقه التي قطعها و رماها للذئب كي يستلذ بها ,, رمقها الذئب بحذر ثم لاك جزء منها بين أنيابه و أشاح بوجهه بعيدا عن البطل ثم أغمض عينيه و نام.
عاد البطل إلى قريته فاستقبلوه استقبال الأبطال و قص عليهم ما جرى فاحتفوا به أيما احتفاء. مرت الأيام تلو الأيام و القرية تنهم بهدوء غريب و الغابة لا تصدر فحيحا كما في السابق و لكن و بعد فترة من الزمن بدأ ظهور عواء غريب في الغابة خصوصا في الليل و في أحد الأيام هجم وحش غامض على أطراف القرية و قتل ما قتل من نعاجها و هرب بها غنيمة له ،، تكرر الأمر مرارا فضج أهل القرية و اجتمعوا ليتناقشوا حول هذا الأمر الجلل الذي أصابهم ,, قال حكيم فيهم : لنحرق الغابة على من فيها من وحوش شريرة و نحن يفصلنا عن الغابة مسافة ليست بالقليلة و سنخلي المناول التي على أطراف القرية و نغمرها جميعها بالماء عاليها و سافلها ثم نضرم النار في الغابة بعد أن نرش الزيت على أشجارها من كل الجهات ,, صمت الجميع و سُمعت همهمة خافتة و يبدو أنهم وافقوه الرأي لأن الغابة مصدر جميع الشرور ،، هنا صاح البطل رافضا هذا الأمر و قال إنه سيُحضر ذئب أبيض أنيس شاهده في الغابة ليحميهم ضد هجمات هذا الوحش الأسود! ،، ارتفعت الأصوات داخل المجلس بين مؤيد و معارض ثم علت الأصوات المعارضة أكثر و أكثر رافضة هذا الأمر بل و محذرة منه. انتفض البطل في غضب شديد موبخا إياهم و قائلا لهم "أنا قتلت الوحوش و ضحيت لأجلكم و يجب أن تسمعوا كلامي لأني صاحب تضحيات و لي تاريخ في قتال الأعداء ، لا يجب أن تستمعوا إلا لرأيي أنا وحدي لأنني ضحيت لأجلكم و قطعت ساقي لأجلكم" ،، رفض من في القاعة هذا الأمر و قالوا لا لن نفعل ذلك ، إلا أن البطل زاد صياحه و غضبه و توبيخه لهم و تذكيره لهم بتضحيته و فقده لساقه حتى صمتت المعارضة و أقنع حاكم القرية بأن يذهب ليُحضر الذئب الأبيض و يصنع له بيتا على أطراف القرية من ناحية الغابة حتى يمكنه صد هجوم الوحش الأسود ،، فأسقط في يد الحاكم و أهل القرية و استسلموا لرأي البطل و أقروه عليه.
في الصباح استند البطل على عكازه و وضع سيفه في غمده و توجه ببطء ناحية الغابة و توغل فيها بهدوء إلى أن وصل لمكان الذئب فوجده كما هو فأشار له بأن يتبعه فقام و تبعه في هدوء و وصل البطل إلى القرية و أهل القرية في انتظاره يترقبون بتوجس و خيفة و منهم من استل سيفه استعدادا لأي غدر من الذئب الغير مأمون ،، وضع البطل لحما طازجا للذئب في بيته الخشبي الصغير و أشار إليه أن يدخل بيته فدخل الذئب في هدوء و نام بعد أن ربطه البطل بسلسلة طويلة تغطي مدخل القرية كله.
في الليل صدر عواء مخيف من الغابة و كثر العواء و تعددت مصادره بصورة مرعبة تقشعر لها الأبدان و خاف أهل القرية ثم فجأة ظهر الوحش الأسود و توجه مباشرة نحو بيت الذئب و كشر الوحش الأسود عن أنيابه ثم فجأة إذ به يعانق الذئب الأبيض و يصدر منه عواء خافت و في الأثناء تظهر وحوش كثيرة من الغابة بيضاء و سوداء و بيضاء على سوداء و رمادية جرت كلها ناحية الذئب الأبيض و الذئب الأسود و الحقيقة أنهم عائلة واحدة ذكرها أبيض و أنثاها سوداء و ظنوا أن أهل القرية اختطفوا أباهم فهجموا على القرية و أكلوا كل من فيها و لم يتركوا أحدا بشرا كان أم حيوانا!!!
--
الخلاصة : ليس كل من ضحى صاحب مشورة صائبة ، و ليس كل من جاهد رأيه ملزم بشكل مطلق و دون نقاش أظهر الكل ..
تحميل ..
تحميل ..
تحميل ..
تحميل ..
تحميل ..
تحميل ..
تحميل ..
نُبْذة
د/عبدالله عمران
@drabdallah
طبيب بشري ، مؤسس المجموعة 73 مؤرخين
مصر
-
القاهرة
عضو 2016-02-27 12:39:29
المكتبة مشاهدة الكل
الأجنحة المتكسرة
جبران خليل جبران
المتابِعون (95)
مشاهدة الكل
المتابَعون (1)
مشاهدة الكل