هل هذه رسالة جديدة لم أتعلمها بعد ؟ "
ظل واقفا أمام البحر في حيرة من أمره يراقب كعادته تلك الأمواج في مطلع الفجر ..
الوقت المحبب الى قلبه و الذي ينتظره باحثا عن اجابات كثيرة تدور في رأسه ..
لكن هذه المرة بالتحديد لم يستطع تلقي أي اجابة واضحة .. العقل تائه تماما ..
لم يشعر ببهاء الشاطئ مثلما كان يشعر من قبل .. ... "علمني البحر يوما أن اليأس و ان طال فسيحل محله الأمل و يتحقق المراد يوما .. كثرة الالم قد يضعف الامل و لكن لا يزيله .. فكيف أرى الأمواج هذه المرة تشتد أكثر من ذي قبل ؟!
هل هذه رسالة جديدة لم أتعلمها بعد ؟ "
ظل واقفا أمام البحر في حيرة من أمره يراقب كعادته تلك الأمواج في مطلع الفجر ..
الوقت المحبب الى قلبه و الذي ينتظره باحثا عن اجابات كثيرة تدور في رأسه ..
لكن هذه المرة بالتحديد لم يستطع تلقي أي اجابة واضحة .. العقل تائه تماما ..
لم يشعر ببهاء الشاطئ مثلما كان يشعر من قبل .. فماذا عن صعود قرص الشمس ؟ .. تتابع الامواج ! .. الالوان الساحرة ! ..
لماذا فقدت اللوحة نضارتها ؟!
"ألهذا الحد أصبحت بلا وعي .. هل فقدت الشعور ؟! "
لم يشد انتباهه سوى تلك الأمواج الهائجة .. و الهواء الشديد الذي يصطدم بجسده بقوة الى حد القشعريرة ..
"ما كل هذا الغضب .. لم يعد هذا المنظر يروقني "
نظر الى الأسفل في حزن و أدار جسده و هم بالعودة الى حيث كان .. حتى تفاجأ ب ( كرة ) تندفع نحوه بقوة فأبعد،نفسه ليتفاداها فكان مصيرها الى المياه ..
ثم نظر بجانبه ليجد ذلك الطفل يشده من ملابسه في براءة قائلا :
- عمو .. ينفع الموج ده يقف شوية لحد ما أجيب كورتي ؟ انا خايف اوي !
نظر له بدهشة .. ثم ابتسم للطفل في حنان ووضع يده على رأسه قائلا :
= الموج مش بيقف .. لازم ندخل نجيب الكورة و نحاول .. يلا بينا ؟!
تمسك الطفل به في خوف و نظر الي البحر ثم قال :
- انا خايف!!
ثم ابتسم قليلا قبل ان يكمل :
- بس بابا قالي اني أنط لو لقيت موجة جاية عليا ..
ضحك بشدة ثم ابتسم للطفل و كأن حنان الدنيا كله بدا على وجهه و قال:
= ده الحل السهل .. ايه رأيك نشوف حل تاني ؟!
لم يكمل كلامه حتى حمل الطفل فجأة علي يديه و اقترب من المياه ..
بدت سعادة بالغة على وجه الطفل حين قال :
- مش هخاف من الموج و هجيب الكورة!
و لكن تفاجأ الطفل و بدا عليه الخوف الشديد حين دخل به الشاب للمياه و بدأ بغمره .. فصرخ الطفل :
- لا لا لا !!!
شد الشاب من أزر الطفل و أشار قائلا :
= الكورة هناك اهيه .. يلا امسكها !
بدأ الخوف يتلاشى شيئا فشيئا من وجه الطفل حين مد يده ليمسك بالكرة في سعادة شديدة وهو يضحك بهستيرية قائلا :
- انا مسكت الكورة يا عمو !!
ضحك الشاب للطفل ضحكة الانتصار و عاد به الى الشاطئ وهو في قمة سعادته حين قال :
= شفت ازاي الموج مش بيخوف ؟!
ضحك الطفل ببراءة حين قال :
- مش هنط تاني زي ما بابا قالي ! و هنزل الميه و مش خايف ..
ضحك له الشاب و قبله و أشار له ليودعه بابتسامة عريضة قائلا :
= اوعى تنط من الموج تاني !
ضحك له الطفل و اكمل لعبه بالكرة على الشاطئ..
فأدار الشاب وجهه و سار بضع خطوات يحدث نفسه :
" لم أكن أعلم أن فهمي للحقائق سيكون على يد طفل .. و على يد تلك الأمواج التي لم تكن تروقني اليوم .. الآن فهمت تلك الرسالة الغامضة .. فالبحر كان يستفز كياني و يدعوني بأن أواجه ذلك الألم الذي يطاردني .. فالحل ليس في الهروب بل بالمواجهة ..
سأغادر الآن .. و لكني أعدك بأن أعود بعد الانتصار .. و عندها ستعود اللوحة بألوانها الى نضارتها .. و سحرها "
**************
الأمل ..
ربما كلمة تقال كثيرا ..
و لكن القليل من يفهم معناها جيدا ..
اقتصر معناها في العقول فقط على انتظار شيء يود الانسان تحقيقه ..
لكن الأمل معناه أكبر بكثير و أكثر شمولا ..
فالأمل صبر .. عمل ..
تحدي .. مواجهة ..
شجاعة .. انتصار ..
حياة !!
#محمد_بدوي أظهر الكل ..
تحميل ..
هل البحر فعلا يحمل رسائل ؟!
هل تستطيع الروح ان تتبادل الحديث مع البحر ؟!
هل من السخافة ان اسأل كيف يتحدث الجماد مع الروح ؟!!
و كأن البحر توقع هذا السؤال ..
و أعلن اجابته بوضوح ...
وكانت الاجابة بشعور روحاني بحت ...
فكما ان الروح نشعر بها ولا ترى بالعين ...
فحديث البحر نشعر به ولا نسمعه بالأذن ...
لوحة فنية متكاملة الاركان ...
يتلاشى سواد الظلام شيئا فشيئا ليبدأ الظهور السحري للون الأزرق ...
الامواج تحاول صعود منحدر الشاطئ حتى تصل الى ... "الخامسة فجرا" ...
هل البحر فعلا يحمل رسائل ؟!
هل تستطيع الروح ان تتبادل الحديث مع البحر ؟!
هل من السخافة ان اسأل كيف يتحدث الجماد مع الروح ؟!!
و كأن البحر توقع هذا السؤال ..
و أعلن اجابته بوضوح ...
وكانت الاجابة بشعور روحاني بحت ...
فكما ان الروح نشعر بها ولا ترى بالعين ...
فحديث البحر نشعر به ولا نسمعه بالأذن ...
لوحة فنية متكاملة الاركان ...
يتلاشى سواد الظلام شيئا فشيئا ليبدأ الظهور السحري للون الأزرق ...
الامواج تحاول صعود منحدر الشاطئ حتى تصل الى اقصى مدى يمكن الوصول اليه ...
حتى اذا تراجعت تبعتها أمواج اخرى تعيد المحاولة في رسالة واضحة ان لا مكان لليأس هنا ...
خط الافق الواسع الذي لا يمكن رؤيته وسط ازدحام المدينة و ناطحات السحاب ...
قرص الشمس الذي يرتفع تدريجيا ... و ذلك اللون الاحمر الساحر الذي يعلن شروق أمل جديد ...
الرمال الذهبية شديدة النعومة تضفي جمالا تكتمل به مثالية تناسق الالوان ...
و آثار الأقدام المتراكمة فوق الرمال تعطي أشكالا غير منتظمة لتخلق ظلالا تزيد من سحر تلاعب الضوء ...
كل هذا السحر يبعث برسائل مباشرة للروح بعدم اليأس و تجدد الامل ... وأن الحلم و ان كان بعيدا لابد و أن يتحقق طالما أن اليأس قد حل محله الأمل ...
#محمد_بدوي أظهر الكل ..
تحميل ..
وقفت ( سناء ) بجانب ابنها ( فضل ) على باب المدرسة ، و أوصلته إلى فصله فنظر إليها نظرة تساؤل .. هل ستبقين معي أم سترحلين الآن و تتركيني وحيدا ! ، و لكن ما المهم في الأمر ؟ فأنا سعيد !!
- بابا متسبنيش هنا لوحدي !
= متخافش يا حبيبي انا واقف بره مستنيك
نظر فضل إلى ذلك الطفل و تأمله وهو يبكي لوالده راجيا منه بعدم الرحيل ... وقال في نفسه :
- ليه الولد ده بيعيط ؟ و مين الراجل الي بيعيط عشانه ده ؟؟ انا ليه مش بعيط زي الولاد دول ؟؟؟
و ليه اعيط ا ... " مدرسة سانت كاترين - سبتمبر 1995 "
وقفت ( سناء ) بجانب ابنها ( فضل ) على باب المدرسة ، و أوصلته إلى فصله فنظر إليها نظرة تساؤل .. هل ستبقين معي أم سترحلين الآن و تتركيني وحيدا ! ، و لكن ما المهم في الأمر ؟ فأنا سعيد !!
- بابا متسبنيش هنا لوحدي !
= متخافش يا حبيبي انا واقف بره مستنيك
نظر فضل إلى ذلك الطفل و تأمله وهو يبكي لوالده راجيا منه بعدم الرحيل ... وقال في نفسه :
- ليه الولد ده بيعيط ؟ و مين الراجل الي بيعيط عشانه ده ؟؟ انا ليه مش بعيط زي الولاد دول ؟؟؟
و ليه اعيط اصلا ؟؟!
" عايز حاجة يا حبيبي ؟ ميس ( عبير) معاك لو عوزت أي حاجة اطلب منها ماتتكسفش "
خرج من شروده بسماع كلام أمه فرد عليها بابتسامة طفولية :
- امشي يا ماما بقى انا لسه هعمل الواجب و لما اخلص هنادي عليكي علشان نروح
ابتسمت الأم له بحنان ، و قبلته على خده و سلمت على ميس عبير التي تنظر الى فضل باستغراب شديد و تقول لأمه :
- ابنك بصراحة فاجئني .. هو الوحيد الي ساكت مش بيعيط ! و ماسك الكراسة و بيبري القلم و مستني حد يقوله اكتب !!
ضحكت سناء على كلام ميس عبير قائلة :
= متتستغربيش يا عبير هو طبيعته كده هادي في كل حتة ..
هزت ميس عبير رأسها بحركة تعبر عن مدى استغرابها بفضل الذي لم يبك دونا عن باقي الأطفال ...
و سلمت على سناء و أشارت لها أن تنصرف و هي مطمئنة ...
اقتربت ميس عبير من فضل وهو ينظر الى كراسته الفارغة جالسا ينتظر ان يكتب شيئا ... فتلامس شعره بحنان و تقول له :
- اقفل الكراسة دي يا حبيبي احنا النهارده هنعملكوا حفلة جميلة ومش هنكتب حاجة .. النهارده لسه اول يوم
= بس ماما قالتلي ان المدرسة بنكتب فيها و نقرا ...
سكت فضل قليلا و كأنه تذكر شيئا ... ثم بدا على وجهه سعادة طفولية حين قال :
= عايز اتعلم القراية علشان اعرف اقرا ( الجرنان ) زي ما بيعمل جدو سعيد ..
ضحكت ميس عبير من قلبها على كلام فضل و قالت في نفسها :
" انت ليك مستقبل كبير "
قبلت فضل من جبينه و ذهبت إلى باقي الأطفال في محاولة لاسكات من يبكي منهم ..
******************************
" يا ريت ترجع أيام الطفولة ولو دقيقة ... "
قالها في نفسه وهو يحتسي فنجانا من القهوة بأحد المقاهي ...
#محمد_بدوي أظهر الكل ..
تحميل ..
نُبْذة
Mohamed Badawy
@mohamed_badawy
كاتب خواطر و قصص قصيرة مبتدئ
عضو في فريق تحويجة فن للمواهب الشابة
قريباً سيتم نشر العديد من الأعمال
1- انفصام
2- الموءودة
3- فيّاض
عضو 2016-09-26 09:13:02
المكتبة مشاهدة الكل
المتابِعون (23)
مشاهدة الكل
المتابَعون (33)
مشاهدة الكل