من زمان

كنت احلم في خيالي بمكان

تشرق الشمس صباحا ومساءً

كل وقت وأوان

ازرق لون سمائي اخضر ارضي

وانهاري جمان

وزهور تملأ الرحب عبيراً

وبألوان حسان

ورمال وصخور ومياه جاريات

وجنان

وعيون ناطقات تنشر

الحب آمان

انتهى حلمي لديك

وخيالاتي عيان

هل اللقاء بهذا الشكل يكفينا

القرب ينشرنا والبعد يطوينا

قالت : احبكً قلت لها : نعم احبكِ

ماذا نريد من الحب فيعطينا

ماذا سيعطي لنا الحب الشحيح

اذا طلبنا وهل يرضى المجانينا

قالت : تعقل وعقلني فأني قد جننت

بهذا الهوى مازال يغوينا

لا تطلبي عقلي فأن العقل يبعدنا

عني وعنك وهذا المس يحينا

متى اللقاء فنروي كل ظامئة

ارواحنا من عطايا اللمس تروينا

ماذا اقول وكل الناس تسألني

ماذا دهاك وقد جزت الثلاثينا

جسدي نحيل وحزني لا يفارقني

حتى متى هذه الآمال تغرينا

لماذا احبكَ

يقتلني هذا السؤال

وترميني ظنوني بحيرة

لماذا انا ... انا في شعوري اسيرة

لماذا احساسي يعاندني

مثل غلام احمق اعمى البصيرة

لماذا من كل حدب وصوب

تأتيني .. تحاصرني

اشياءك الصغيرة

تحيطني ... تغمرني

تبلعني ... مياهك

كجزيرة

لماذا حين تمر بالدروب

تتخدر ارصفتي

وتتعطل كل اشارات مروري

ويقف الزمان لحظة

طويلة .... طويلة

تصدح فيها عصافيري

تغرد بلابلي

تفوح ازهاري

وتقرع اجراس غروري

وانسى ساعاتي وايامي المريرة

لماذا وحدك انت

من يثير الموج في بحوري

ويهدم الاسوار قي حصوني

لماذا لا اكون امرأة

الا في وجودك

ولا اكون انثى لها تاريخ

الا في عصورك

لماذا تذوب روحي وجعا

امام لحظة يتحرك فيها شعورك

لماذا حين تقول : احبكِ

تهتز قشرتي الارضية

وتعود طفولتي المنسية

ويرتفع مد البحر اليَ

ويصبح العمر كل العمر

لحظة ثمينة بين يديه

لماذا احبك؟ مازال يقتلني السؤال

لماذا حين افتقدك

اتحول الى ارض خصبة الخيال

اقطع اليك المسافات

واملأ منك الفراغات

وأضيء عتمة الليال

وارضى منك رغم الشوق

بأقل منال

لماذا لاتزال رغم كل البعد

والفراق والمستحيل والآجال

تقف عالقا

مثل نقطة حمراء في البال

لماذا احبك

يقتلني والله هذا السؤال