ريفيو عن كتاب " أسطورة سيزيف " /للكاتب " ألبير كامو " - ترجمة أنيس حسن ذكي /

كتبه وفاء عبد المعطي محمد بتاريخ 11/ 8 / 2017 م

كتاب فلسفي تحدث عن العبث الحياة اللامجدية والإنسان اللامجدي لم تجذبني قراءته كثيرا ووجدت صعوبة في فهمه وليكن السبب هو عدم قراءتي للفلسفة من قبل تحدث الكاتب عن مشكلة الانتحار وكيف يكون الإحساس بعدم فائدة الحياة وعدم وجود هدف سبب أساسي في الانتحار .

في بعض الأحيان شعرت أن الكاتب غير مكترث بالحياة ولا يجد أهمية ولاجدوى منها وذلك واضح في مقولته " لو كنت شجرة بين الأشجار أو قطة بين الحيوانات فقد كان سيصبح لهذه الحياة معنى " وأنه يشجع على الانتحار وخصوصا أني قرأت أنه مات منتحرا ولم يمت بجرد حادث سيارة عادي وأحيانا أخرى شعرت أنه يعطى مجرد أسباب للانتحار وليس تشجيعاعليه فهناك فقرات تدل على ذلك فكانت طريقة التفكير الشخص السبب الأساسي في الانتحار ووجد أن هناك علاقة بين التفكير الفردي والانتحار ووضح أن الإنسان هو ضحية حقائقه ولا يتسطيع التحرر منها وأن اليأس حالة نضع نفسنا فيها وليس حقيقة مما يجعلنا نتوقف وننتبه لتلك الأسباب ونتجنبها ونرسم لأنفسنا الطريق الذي نمشي عليه للوصول إلى هدف معين يجعل لحياتنا معنى حتى لا نصل لهذه المرحلة.

على الرغم أن الكتاب ليس بالسهل في قراءته ولم أرغب في استكمال القراءة ولكن لا أنكر أنه استوقفني في بعض النقاط فهو مثلا طرح سؤال " هل تستحق الحياة أن تعاش " فهل هناك فائدة من حياتنا ولو هناك فائدة فهل نعرف ما الفائدة منها بغض النظر عن أننا خليفة الله في الأرض هل يعرف كل منا ما هو الذي ينتظره من حياته وما الهدف منها .

وهناك مقولة منه أعجبتني أيضا " ماهو سبب ممتاز للحياة هو أيضا سبب ممتاز للموت " من وجهة نظرى أن هناك نسبية في معظم أمور حياتنا أو كلها فأحيانا نتعرض لنفس المواقف ويختلف رد فعلنا من وقت لآخر وكذلك يختلف رد الفعل من شخص لآخر فبالتالي السبب هو نفسه قد يجلعنا سعداء وقد يجعلنا تعساء وهناك أمثلة على ذلك فبإمكان الحب مثلا أن يجعلك سعيدا ومن الممكن أن يجعلك تعيسا جدا .

الكاتب استعان باسم اسطورة سيزيف لأنها قصة تدل على العمل الذي لا جدوى منه وهذا هو المحور الذي تدور حوله فكرة الكاتب حيث أن سيزيف فتى إغريقي أسطورى غضبت عليه الآلهة وحكمت عليه أن يصعد بصخرة إلى قمة جبل ولكنها ما تلبث أن تسقط متدحرجة إلى الأسفل بالقرب من رأسه فيضطر لإصعادها مرة أخرى وهكذا ..... وذلك يدل على الأعمال التي نفعلها في حياتنا بلا جدوى ونفعل المهام التي تتعبنا فقط ولكن دون أن نصل إلى الهدف الأساسي الذي نبغي الوصول إليه مما يصل بنا إلى نقطة معينة تجعلنا نلجأ إلى إنهاء الحياة وهو الانتحار .

بعد هذا الكتاب سوف تبدأ قصتي مع الفلسفة 

ريفيو عن رواية (رجل تحت الصفر) للدكتور مصطفى محمود بقلم وفاء عبد المعطي

رواية " رجل تحت الصفر " رواية خيال علمي وليست مجرد خيال فهو خيال مبني على حقائق علمية وهذ طبيعي ومتوقع من رجل عظيم مثل الدكتور مصطفى محمود

الرواية بها مجموعة كبيرة من المعلومات سواء عن الكون من نجوم وكواكب وأقمار وعن الشمس وطبيعتها والطب وعلوم الكيمياء والفيزياء والتاريخ .

فتدور أحداث الرواية عن تصور لعام 2067 زمن السرعة والتقدم العلمي الذي شعر فيه الدكتور شاهين بالملل بسبب مرور ثلاث ثوان وربع الزمن الذي ستصبح فيه المواصلات هوائية عن طريق الأقمار الصناعية والقذائف . زمن استطعاعوا فيه تثليج الإنسان وتبريده لكي ينسى آلامه ويقللوا من عمليات الانتحار حيث أنه بعد تدفئته يعود ولكن بفقد جزء من ذاكرته .

أيضا تم اختراع كلية وقلب ورئة ترانزستر بدلا من الأعضاء الصناعية .

وزرع الجنين في البرطمان والتي أشبهها بأطفال الأنابيب حاليا

هذا الزمن الذي كان يسيطر عليه العلم ويقل فيه التفكير في الحب عالم نسوا فيه الله كانت رزيتا الوحيدة المختلفة هذا العالم .

ومن أجمل الاقتباسات في الرواية هو ماجاء به في النهاية على لسان روزيتا " إنه من الداخل يخرج كل شئ " 

ريفيو عن كتاب ( أينشتين والنسبية ) لـ " مصطفى محمود "

بقلمى وفاء عبد المعطي محمد

كتاب أينشتين والنسبية كتاب جميل لما يحتويه من معلومات عن النظرية النسبية ولأن من كتبه هو المفكر الرائع الدكتور مصطفى محمود

فهو يناقش النظرية النسبية لأينشتين ليس بالطريقة الفيزيائية والرياضية المعقدة بل بطريقة سلسة فلسفية إيمانا منه بأن العلم لايقتصر على العلماء فقط بحجة التعمق والتخصص لأنه هو وأينشتين من رأيهم أن ذلك يؤدي إلى عزلة العلم.

فالنظرية النسبية ترتبت عليها القنبلة الذرية وخرجت من حيز المعادلات لتتحول إلى واقع من حق كل فرد أن يعرف عنها شيئا كما ذكر الكاتب .

يبدأ الكتاب بمجموعة من التساؤلات :

هل نرى الدنيا على حقيقتها ؟ ...... هل السماء زرقاء فعلا ؟ وهل الحقول خضراء ؟ ........ هل العسل حلو والعلقم مر ؟ ....... هل الجدران صماء كما نراها .

ماذا يحدث إذا استيقظت من النوم فوجدت كل شئ تضاعف ألاف المرات بما فيهم أنت ؟ والكثير من الأسئلة الجميلة التي تأخذك إلى بحر من التأمل .

على الرغم من معرفتي لكثير من المعلومات المدرجة بين طيات هذا الكتاب إلا أنني استمتعت بقراءته لأنه لم يتناول المعلومات على أنها مجرد معلومات علمية بحتة ولكن تناولها بطريقة فلسفية وربط بينها وبين الواقع جعلنى أتأمل في الكون ووجدت أننا لا شيء ، فنحن كما ورد في الكتاب سجناء حواسنا المحدودة وطبعيتنا العاجزة فالعالم الذي نراه ليس هو العالم الحقيقي فلا نرى فقط الأشياء مشوهة ولكننا لانراها مطلقا ، فكل مانراه ونتصوره خيالات مترجمة لا وجود لها مجرد صور رمزية للمؤثرات المختلفة صورها جهازنا العصبي بأدواته الحسية المحدودة .

كل ذلك يزيد من الإيمان بقدرة الخالق وإننا مهما وصلنا فلا داعي للغرور فقدراتنا محدودة

النظرية النسبية لاتؤمن بأن هناك حقيقة مطلقة فكل شئ نسبي ليس فقط في العلم إنما في حياتنا عموما فالبسنة لنا العسل ذو طعم حلو لكن ذلك لا يعني أنه حلو بالفعل فهو مر بالنسبة لكائن آخر .

وأنت جالس في السيارة دائما ماتشعر بأن السيارة التى تمر بجوارك ولكن في اتجاه مخالف أنها أسرع ما يمكن ولكن في الحقيقة أنها ليست كذلك فالراكب بداخلها يراك كما تراه فكل منكما لم ير السرعة الحقيقية .

بالتالي لا نستطيع أن نجزم بحركة الأشياء من سكونها إلا إذا ما قمنا بمقارنتها بجسم آخر فلو كانت تدور الأرض بمفردها في الفضاء لما عرفنا أنها تتحرك .

أعجبني كثيرا الربط بين الزمان والمكان فاليوم والشهر والسنة ماهي إلا إشارات لتغير مكان الأرض بالنسبة للشمس والزمن في الساعة ماهو إلا تغير مكان عقارب الساعة .

الحديث عن الكتاب وعن النظرية النسبية لا ينتهي في النهاية لابد أن نستفيد منها في حياتنا أنه لا يوجد شئ مطلق ليس في فقط في النواحي العلمية والتكنولوجية لكن في علاقتنا وحياتنا اليومية العادية . 

ريفيو عن رواية (ذائقة الموت) للدكتور أيمن العتوم بقلم وفاء عبد المعطي 

رواية "ذائقة الموت " من أجمل الروايات التي قرأتها أخذتني إلى عالمها بكل تفاصيله عشت مع شخصياتها وانسجمت معهم وزرت كل الأماكن معهم استمتعت بالطبيعة الخلابة من الحقول والجبال ذقت مرارة السجون. أحسست بهرير المطر إلا أنني أعترض عن وصف المطر بدموع السماء ونحيبها لأن المطر بالنسبة لي هو التفاؤل والفرح .

الرواية ثرية بالمفردات اللغوية التي تدل على فصاحة الكاتب وبراعته . ومليئة بالاقتباسات التي نستفيد منها في مجالات كثيرة من حياتنا وتمدنا بكثير من الطاقة والحيوية والصبر .

تحدثت الرواية عن اكبر مصيبة وهي الموت وشدتني كثيرا لأنها جاءت على الوتر الحساس لأني أخاف كثيرا من فقد الأحباب وأيضا الرواية مكتظة بالأحداث الأخرى الشبيهة بالموت لأن للموت صور كثيرة في حياتنا .

بطل الرواية هو " واثق " الإنسان الحالم القارئ المثقف الذي تحول من شخص جبان إلى شخص آخر تماما أغيرته الذئاب مع والده أم غيرته الجامعة أم الحب والعشق أم غيره السجن وعذابه كل ذلك غيره فمن منا لم يتغير بمجرد مروره بأي تجربة في حياته .

واثق الذي فقد جدته التي تذكرت معها جدتي والتي كنت أحبها كثيرا وفقد أخته التي كانت مثالا للشجاعة حزنت كثيرا عليها وفقد أصدقائه .

ما أصعب وصفه الحقيقي للسجن والعذاب بداخله والإهانة فعلا الحرية تاج فوق رؤوس الأحرار لا يشعر بها إلا المساجين على حد قوله .

هل نؤمن في حياتنا بالأحلام كان واثق دائما يحلم وتتحقق هذه الأحلام وكيف لا نؤمن بها ” فالأحلام تختار ضحاياها ”.

على الرغم من كمية الحزن والشجن في الروية إلا أن الكاتب أخذنا معه إلى عالم آخر من الرومانسية عالم رائع . ما أعذبها من علاقة بين واثق ومنى شعرت أن هذا الكاتب مفعم بالرومانسية حتى يأتي بكلمات ومشاعر مثل هذه ومجموعة الرسائل التي كتبها كانت جميلة ولكن أوجعت قلوبنا كثيرا .

فإذا كان اسم الرواية ذائقة الموت فكان من المتوقع هذه النهاية المأساوية فعندما انتهيت من قراءتها مكثت صامتة فترة لا أرغب في الحديث .

هذه كانت بدايتي مع أيمن العتوم وستستمر علاقاتي بكتاباته إن شاء الله . وفاء 

ريفيو عن رواية ( أحلام أينشتاين) لـ " ألان لايتمان "

ما دفعني لقراءة هذه الرواية هو اسمها لما يحتويه اسم أينشتاين من ثقل في حياتنا وأن مؤلفها مدرس للفيزياء وماوجدته من ثناء في بداية الرواية من القراء عنها .

عندما بدأت في قراءة الرواية المترجمة ( ترجمة أسامة إسبر) وجدت طريقة سرد غريبة انجذبت في البداية ولكن بعد ذلك أحسست لو أنني قرأت النسخة غير المترجمة كان أفضل لي وشعرت بملل ولكن عندما تعمقت في كثير من افتراضيات أينشتين عن الزمن وجدتني أفكر وأتدبر وأسقط ذلك على مايحدث في حياتي واسرح بخيالي وأتأمل ذلك الزمن الذي أعيشه - دون التعمق الحقيقي في معناه - على الرغم من كل التساؤلات التي تأتي ببالي عنه إلا أن الرواية أعطتني كثير من التساؤلات التي لم أسألها لنفسي ووجدتني ابتسم في بعض الأحيان من فرضياته للزمن لأنني تفاجأت بها .

الرواية تتحدث عن أينشتاين الذي يعمل في مكتب براءات الاختراع والذي كان يحلم أحلاما مدهشة عن الزمن وكان أوشك على الانتهاء من نظريته النسبية وتستحضر الرواية ثلاثين حكاية خرافيية حول الزمن ووضع اقتراحات للزمن تحدث في عوالم مختلفة مثلا :

- الزمن دائري يتكرر فيه كل شئ في حياتنا وما يعنيه ذلك وما يترتب عليه من أثر على الأشخاص .

- الزمن كمثل دفقة ماء الذي ينظر أهله للوراء دائما

- الزمن يمتلك ثلاث أبعاد وكل بعد له مستقبل حقيقي من الممكن حدوثه .

- الزمن آلي - الزمن جسدي

- الزمن مقلوب : " تخيل لو الزمن مقلوب ماذا يحدث "

- الزمن يختلف من مكان لآخر يختلف عنه من سطح الأرض عن قمم الجبال

- الزمن مرئي

- ماذا لو لم يوجد ماضي - ماذا لو لم يوجد مستقبل - ماذا لو توقف الزمن فجأة وعاد - ماذا لو كان الزمن يوم واحد - او كان أبديا وماذا لو ........ وكثير من الفرضيات التي تسردها الرواية

إنها فعلا رواية عميقة ولكن لمن يفهمها جيدا على الرغم من بساطة الكلمات إلا أنها معقدة وليس من السهل فهمها والاستمتاع بها

فإنها تفسح لنا مجالا للخيال والتدبر أكثر في حياتنا .